الشعور بالذنب حالة نفسية تتضمن مشاعر الأسف والندم والضيق والحزن مصحوبة بتأنيب الذات او ادانتها على فعل قام به الفرد كان خاطئا او مشينا .

فكيف ينشأ؟ وماهي مظاهره ؟ وكيف أتخلص منه نهائيا ؟

كيف نشأ الشعور بالذنب ؟

تكاد معظم الدراسات والبحوث النفسية تتفق على أن جذور الشعور بالذنب تكمن في مرحلة الطفولة المبكرة، فالذنب يتأثر بأساليب تربية الطفل والتهذيب الوالدي الذي يتلقاه، ونوع التعلق بينه وبين أمه؛ إذ ترتبط أساليب التربية الحازمة والقاسية بنقص الذنب وانعدامه عند الطفل، في حين تؤدي أساليب الرعاية المفرطة في تحميل الأطفال مسؤولية الأخطاء وحثهم على مراعاة مشاعر الآخرين إلى الشعور بالذنب. كما أن أن التربية الناقدة المفرطة تضخّم من بنية الأنا العليا وترفع من سقف معاييره وهو ما ينعكس تاليا في صورة نقد ذاتي .

 إلا أن الشعور بالذنب ليس أمرا سيئا على الدوام، فهناك القدر المقبول، بل المطلوب، منه لتسيير الحياة بشكل صحي لا يفقد فيه المرء عاطفته ومشاركته مع الآخرين، وهناك -على الجانب الآخر- جوانبه الأكثر سوءا وضررا، والتي تُحيل هذا الشعور إلى كرة ثلج تنحدر بقوة تقضي على صاحبها في بعض الأحيان.

وحسب “التحليل النفسي” لفرويد فإن الشعور بالذنب ينشأ عن حالة خرق غير واعية للقيم، وحينما يُدرك الفرد على مستوى الوعي بأن رغباته ودوافعه مناهضة للقيم العليا التي يعتنقها، فإن إدراكه بالذنب يثور وينشط، لذا يؤكّد “رولو ماي”، في سياق قريب، ضرورة العزل بين الذنب العصابي الذي ينشأ عن إحساس مُتخيّل بالذنب، وبين الذنب الحقيقي.

مظاهر الشعور بالذنب

الشعور بالذنب نتيجة الإقدام على فعل بدون فعله ويشعر الإنسان بأقصى حالات تأنيب الضمير، حيث يشعر الإنسان بالحيرة تجاه أم معين ويعجز عن تحديد القيام به أو لا .

الشعور بالذنب نتيجة الاعتقاد بفعل خطأ ما وعادة يكون أصحاب ذلك الشعور من المرضى النفسيين، حيث يعيش الإنسان بوهم فكرة أنه كان المتسبب في حدوث أمر معين، مما يجعله يشعر بالذنب وتأنيب الضمير على مدى بعيد، ويلزم هنا أن يخضع الإنسان للعلاج النفسي. الشعور بالذنب نتيجة نجاة الإنسان من موقف ما لم ينجوا منه الباقيين وعادة يشعر الإنسان بذلك الشعور بعد نجاته من حادث، حيث نجى منه ولكن لم ينجى الباقون، وبالتالي يشعر بالذنب، وهذا يتطلب فترة، حتى يشعر الإنسان بأن ذلك مقدور له ومقدور أيضا لمن تضرر.

كيف أتخلص منه نهائيا ؟

  1. التسامح، إذا أخطأت سامح نفسك، وتعلم من الخطأ ثم ابدأ من جديد، وذكر نفسك دوما كيف سنتعلم إذا لم نخطئ .
  2. اقبل ضعفك، فنحن بشر والضعف جزء من بشريتنا، تقبل الفشل، فما جدوى النجاح دون أن تمر على مرارة الفشل.
  3. لا تسمح لأحد أن يأخذ منك حق الخطأ ويمنحك بديلا عنه شعورا بالذنب.
  4. تذكر أن الشعور بالذنب يكون في أوقات كثيرة عكس الشعور بالمسؤولية، فأنت لن تفعل ليس خوفا من الخطأ لكن خوفا من تحمل المسؤولية.
  5. لا أحد يمنح صكوك الغفران سوى الله، تذكر دائما، لا أحد يستحق اعترافك له، اعترف لنفسك فقط ولله.

أترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Send this to a friend