أكد باحث هولندي ان الذين يفكرون في صمت لدقائق معدودة خلال الاجتماعات مع الآخرين لا تزداد قدرتهم على التركيز فحسب بل قد تتفتق عقولهم عن أفكار جديدة تساعدهم على تحقيق أهدافهم. وقال أرني دو فيت من جامعة تيلبورج، إن التفكير في صمت لعدة دقائق يضاعف عدد الأفكار الجديدة ويساعد أيضا على التركيز خلال المناقشات. فما المقصود بالتفكير الصامت ؟ وفوائده في تحقيق الإبداع ؟ والسبل للحصول عليه ؟

ما التفكير الصامت ؟

التفكير هو نشاط ذهني ورؤية داخلية لمعالجة البيانات والمعلومات عن طريق الكلمات والمفاهيم والصور العقلية وصولا لاتخاذ قرار ما. والمقصود به أن تكون في صمت يعني أن تدخل في مجال عالم  الإحتماليات ، والعالم الذي يسبق صناعة الأحداث . وهو البعد الذي فيه كان الأنبياء ويتواجد فيه حاليا العظماء .

إن في هذا البعد كما سمعت أحد ماسترات وأساطين فن التشي كونغ الصيني يقول : حيث جميع الحلول .أو كما قال ديباك شوبرا: إذا كان الجسد في هذا البعد فإنه لا يشيخ ولا يمرض أبدا .

فوائد التفكير الصامت ؟
– 1    الصمت يساهم في تحفيز نمو الدماغ، فقد أظهرت دراسة صادرة في عام  2013 تتعلّق ببنية الدماغ ووظائفه، أن الصمت لمدة ساعتين على الأقل يمكن أن يؤدي إلى نمو خلايا جديدة في أدمغتنا ذات الصلة بالتعلم والتذكر.


– 2 الضوضاء تؤثّر على مستويات التوتّر لدينا، من خلال زيادة الكورتيزول والأدرينالين. ووجدت دراسة صادرة في عام 2006 أن الصمت يمكن أن يخفّف التوتر خلال دقيقتين فقط .

3- الصمت يساعد الجسد والدماغ على الاسترخاء أكثر من الاستماع إلى الموسيقى، ويظهر ذلك من خلال انخفاض ضغط الدم وزيادة تدفق الدم إلى الدماغ.

4- فترات الصمت تعزّز النوم وتحد من الأرق.

-5 يقول أبراهام لينكولن: “من الأفضل أن تبقى صامتاً ويظن الناس أنك أحمق بدلاً من الكلام ودحض الشك”. يجب أن ندرك أن الصمت في أحيان كثيرة هو الإستراتيجية الأفضل، ليس لأنفسنا فحسب، بل للآخرين أيضاً. لا يرغب الجميع في سماع رأيك. لذلك، قبل أن تتكلم، اسأل نفسك: “هل من فائدة؟ هل يجب عليّ قول ذلك؟”.

6-يجعل عقلك أكثر إبداعا ، إذا كنت الشخص الذي غالبا ما يبقي ينفد من الأفكار ، يمكنك تجربة ممارسة التأمل ، سوف تسمح لك بالتعبير عن ما في عقلك أكثر.

السبل للحصول على الصمت ؟

التأمل :

أفاد علماء الأعصاب بأن قضاء حوالي نصف ساعة يومياً فى التأمل يساعد الدماغ على التركيز والتفكير بطريقة منطقية مختلفة وهو ما قد ينعكس إيجاباً على القرارات التى يتخذها خلال اليوم . و التأمل يساعد الدماغ على التركيز وترتيب الأولويات بشكل أفضل، وعلى انجاز المهمات بدقة، وتحقيق الأهداف وتحليل المعلومات بشكل منطقي، واليقظة الذهنية فى الظروف المختلفة .


وأوضحت الدراسة أن قضاء فترة تأمل قصيرة خلال اليوم لا تُغنى المرء عن تناول العلاج فحسب بل تزيد إنتاجيته فى العمل وقدرته على اكتساب المعارف العامة .

العطور :

مفاتيح التفكير كما توصل العلماء إلى أن هناك بعض الروائح العطرية التي تجعل الإنسان أكثر قدرة على التفكير السليم، والاتزان وتقليل الأخطاء ، فالعطور الطبيعية والروائح لها مفعول عجيب على الجهاز العصبي وعملية التفكير وبالتالي أصبح في الإمكان أن يزود دماغه بمزيد من الطاقة والقدرة على التفكير المتزن، تماما كما يشحن بطارية الراديو بل ويؤكد الباحثون انه في إمكان المرء أن يغير موجات الدماغ بوساطة الروائح، أي أنه يستطيع تغيير مزاجه.


ساعة واحدة من العزلة في اليوم :

 لتشكيل العقل الصامت يجب علينا أن نتعلم أو إعادة تعلم أن نكون وحدنا. إن العزلة التي يتم اختيارها بحرية للحظة من الزمن ، هي صحية ، ومبهرة وتعيد تشغيلنا بكل الطرق .


تباطؤ الأمور لا يضيع الوقت :

إستراتيجية أخرى مثيرة هي تعلم الذهاب ببطء في أيامنا هذه. يجب أن نفهم أن التباطؤ ليس دائمًا مرادفًا لإضاعة الوقت. تباطؤ حياتنا ، والسماح لنا أن نكون أكثر حضورا ، كما تفضل الهدوء العقلي . في الختام ، فإن التفكير الصامت ليس نوعًا من السحر ، فهو ليس قدرة مستحيلة على اكتسابه ، أو تدريبه ، أو شيء يمكن أن يتمتع به فقط أولئك الذين يتأملون لسنوات.. هذا النوع من التفكير المريح يتطلب الإرادة ، والتحكم في النفس وجرعة جيدة من حب الذات حيث يمكن أن نقنع أنفسنا بأن عقولنا لا يمكن أبدًا ويجب ألا تكون أسوأ عدو لنا.

أترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Send this to a friend